منتدى دولي يُعقد تحت عنوان 'دور المدارس الدينية والجامعات في تحقيق التعايش السلمي'
يشهد تاريخ الإسلام بأن مختلف المصلحين ورجال الفكر والدين لعبوا دوراً هامًّا في تسير الأمة الإسلامية على المنهاج السوي في حالة تدهور الأوضاع في مختلف مجالات الحياة وبالتأمل في أوضاع الأمة الإسلامية نجد أنها تتدهور ولا يتمّ اتخاذ خطوات جادة تجاه تحسين الأوضاع بشكل فعال حتى الآن ونظراً إلى هذه الأوضاع المتدهورة قام بعض الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون في جامعة المصطفى الدولية بـ(إيران) بتأسيس معهد للتحقيق والدعوة والفكر تحت عنوان "الآذان".
ومن الواضح أن "الآذان" أهمّ عناصر الثقاقة الإسلامية ولا يدعو الآذان إلى الصلاة فحسب إنما يحثّ للاهتمام بالوحدة من أجل إبراز الحق وإنهاء الباطل إضافة إلى الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد والرسالة المحمّدية وبمعنى آخر أن "الآذان" عبارة عن إعلان يدعو شخصًا إلى أن يحثّ نفسه وغيره للقيام بأعمال الخير والرفاهية ومنح الله تعالى المجتمع الإسلامي "الآذان" كهدية بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم في الأيام الأولية لإقامة الدولة الإسلامية وكان "الآذان" نغمة العشق للصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين في الماضي ولكن الآن أصبح مجرد تقليد وفقدت مفاهيمه
وأن مسؤولي معهد الآذان من السيد(كاظم سليم) و(محمد يونس) و(إحسان على رضى) و(مظاهر شكري) و(ياسرشمسي) في مقدمة الذين يبذلون كافة مساعيهم لنقل المفهوم الحقيقي للآذان إلى الناس وأنهم يسعون لتحقيق حلم التعايش السلمي عبر إنهاء الطائفية ومن أجل تحقيق هذا الحلم توجّهوا إلى مختلف المؤسّسات التعليمية في(باكستان) والتقوا مع العدد الكبير من رجال الفكر والأكاديميين والجامعيين والأساتذة ورؤساء الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية في مختلف مدن البلاد بما فيها مدينة (كراتشي) و(لاهور) و(بيشاور) و(جلجت - بلتستان) خلال الإجازات الصيفية‘ علماً أنهم قاموا بإصدار مجلة تحت عنوان"آذان" باللغة الأردية وتتم فيها طباعة مقالات مختلف الشّخصيات والباحثين والكاتبين من العرب والعجم ودول (أوروبا) بغضّ النّظر إلى أيّ مذهب أو طائفة وأن نداء الآذان الذي ارتفع من جامعة المصطفى الدولية بـ(إيران) يقرع مسامع رجال الفكر والدين في (باكستان) حالياً.
والتقى مسؤولو معهد الآذان مع مسؤولي منظمة منهاج القرآن العالمية خلال زيارتهم لـ(باكستان) وأبدوا رغبتهم في عقد منتدى عالمي لكي يتمكنوا من إطلاع مواطني (باكستان) بشكل عام وأهالي مدينة (لاهور) بشكل خاصّ على أهدافهم المتمثّلة في تحقيق التعايش السّلمي ووجدوا خلال زيارتهم بأن جامعة المنهاج التابعة لمنظمة منهاج القرآن العالمية تحت رعاية شيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري) أبرز الجامعات والمؤسّسات التعليمية التي تبذل جهودها من أجل تحقيق التعايش السلمي والوحدة بين المسلمين ومن جهة أخرى أشاد مسؤولو جامعة المنهاج بالجهود التي يبذلها مسؤولو معهد الآذان لتحقيق التعايش السلمي.
وعُقد منتدى دولي بالتعاون المشترك بين جامعة المنهاج بمدينة (لاهور) وجامعة المصطفى الدولية بـ(إيران) في الأيام القليلة الماضية في الأمانة المركزية لمنظمة منهاج القرآن الدولية في مدينة (لاهور) حيث شارك فيه العدد الكبير من رؤساء مختلف المؤسسات التعليمية والجامعات ورجال الفكر والدين من داخل (باكستان) وخارجها وشارك (سيد سجاد هاشميان) نائب رئيس جامعة المصطفى الدولية بـ(إيران) فيه بصفة ضيف الشرف وموجز فعاليات المنتدى على النحو التالي:
- افتتح المنتدى بتلاوة الآيات الكريمة التي قام بها الحـــافظ (عامر عبد سميع) وقام (راجه مهدي على) بتقديم مديحة النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك ألقى الدكتور(على محمد) نائب رئيس جامعة المنهاج كلمة افتتاحية ورحب فيها بالضيوف الكرام وقدم موجز الخدمات التي يقدمها شيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري) من أجل تحقيق التعايش السلمي والوحدة بين المسلمين والحوار بين المذاهب والأديان على المستويين الوطني والدولي مشيداً بالجهود التي يقوم بها أعضاء منظمة منهاج القرآن الدولية من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين داخل (باكستان) وخارجها.
- ألقى (محمد كاظم سليم) مؤسس معهد الآذان كلمة وأوضح فيها أهداف المنتدى مشيراً إلى أننا مستعدون للعب دور كجسر بين المؤسسات التعليمية للدولتين (باكستان) و(إيران) لكي تتم الاستفادة من الإيجابيات لهذه المؤسسات بشكل تام وتقدم بالشكر والتقدير على ما قدمه أساتذة جامعة المنهاج لا سيما الدكتور(رحيق أحمد عباسي) والدكتور( على أكبر الأزهري) من التعاون لعقد هذا المنتدى الذي منح مسؤولي جامعة المصطفى الدولية فرصة للإطلاع على الإنجازات العلمية والفكرية لشيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري).
- وقال الدكتور(جميل أنور) نائب رئيس جامعة البنجاب في كلمته بأن العلاقات بين الشعبين الباكستاني والإيراني تقوم على أواصر التاريخ والثقافة واصفاً إياها بأنها دائمة وثابتة مشيراً إلى أن شخصية العلامة (محمد إقبال) شاعر(باكستان) وشعره يتم الإهتمام بدراستها في(إيران) أكثر من (باكستان) وحث المؤسسات التعليمية لبذل الجهود المكثفة لتحقيق التعايش السلمي وطالب أساتذة المدارس والمعاهد والجامعات وطلابها بلعب دور ريادي في هذا الصدد مدركين التحديات والمشاكل التي تواجهها(باكستان) بشكل خاص ودول العالم الإسلامي بشكل عام.
- وشارك حجة الإسلام العلامة (غلام عباس رئيسي) رئيس جامعة العروة الوثقى في المنتدى
بصفة مندوب لمدارس الطائفة الشيعة ووصف المنتدى بأنه حاجة ماسة للعصر الحديث وطالب
رجال الفكر والدين ببذل الجهود من أجل تحقيق التعايش السلمي والوحدة في صفوف المسلمين.
- وأشاد الدكتور(حسام الدين) رئيس قسم العلوم الإسلامية بجامعة (كراتشي) في كلمته
بالجهود التي تبذلها منظمة منهاج القرآن العالمية لتحقيق التعايش السلمي والإتحاد بين
المسلمين مؤكداً على ضرورة عقد المنتديات في مختلف مدن البلاد لدعم الجهود الرامية
إلى تحقيق الوحدة بين المسلمين.
- وأشاد الدكتور(مهر محمد صديق) رئيس إتحاد الأساتذة بجامعة البنجاب في كلمته بالجهود المبذولة لتحقيق التعايش السلمي وحث المؤسسات التعليمية الأخرى لعقد مختلف المنتديات في هذا الصدد.
- وحث الدكتور(إحسان ملك) مدير عام مقرّ جامعة البنجاب بمدينة (جوجرانوالا) بإقليم البنجاب ورئيس قسم الماجستير في إدارة أعمال التجارة في كلمته أساتذة المؤسسات التعليمية للعب دور هام في تنمية وتطوير مجال التعليم والبحث والتحقيق موضحاً بأن ذلك يساهم في رفع منزلة الأمة الإسلامة على المستوى العالمي مؤكداً على ضرورة نشر الإسلام بطريقة فعالة معرباً عن قلقه لماذا ابتعدنا عن مجال البحث والتحقيق وندرّس الكتب التي كتبها غير المسلمين في المؤسسات التعليمية مشيداً بالجهود والإنجازات الفكرية التي قام بها شيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري) في مجال البحث والتحقيق.
- وقال السيناتور(أيس أيم ظفر) وزير القانون السابق في كلمته بأن المؤسسات التعليمية تعتبر أهم المراكز للتربية التي بإمكانها أن تلعب دوراً هاماً في تحقيق الوحدة بين المسلمين والتعايش السلمي وحثّ مسؤولي المؤسسات التعليمية لبذل الجهود المكثفة في هذا الصدد وأعرب عن قلقه تجاه الأعمال الإرهابية التي تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني وتؤثر على كافة الجهود الرامية إلى تحقيق التعايش السلمي تأثيراً سلبياً مضيفاً بقوله بأن الجهود المخلصة لتحقيق التعايش السلمي تجعل المسلمين أن يقاوموا مختلف التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي حالياً.
- وأكد الدكتور(خيرات ابن رسا) نائب رئيس جامعة البنجاب السابق والمشرف على جمعية المنهاج التعليمية التابعة بجامعة المنهاج في كلمته على ضرورة تطوير المناهج التعليمية حسب مقتضيات العصر الحديث موضحاً بأن ذلك يساهم في رفع مستوى البحث والتحقيق حسب المستوى العالمي وفي الوقت نفسه أوضح بأنه من الضروري أن يتمّ اتخاذ خطوات فعالة وجادة تجاه إحداث التغيير الجذري في نظام التعليم في البلاد مضيفاً بقوله بأن أساتذة وطلاب المدارس والجامعات يجب عليهم الاهتمام بدراسة العلوم العصرية الحديثة لكي يتمكّنوا من سدّ حاجات ومقتضيات العصر الحديث.
- وألقى المفتي (عثمان السيالوي) خطيب جامع (داتا كنج بخش على الهجويري) في كلمته
الضوء على أهمية نظام المراكز الروحية للتعليم والتربية مشيداً بالدور الذي لعبه الصوفياء
الكرام في تزكية نفوس الناس إضافة إلى نشر رسالة الأمن والسلام في المجتمعات البشرية.
- أشادت الدكتورة (أسماء ممدوت) عضو اللجنة التعليمية التابعة لحكومة إقليم البنجاب بالجهود التي يبذلها مسؤولو المؤسسات التعليمية في تطوير مجال التعليم وألقت الضوء على الإنجازات التي تحقّقها حكومة إقليم البنجاب في تحقيق الأمن والسلام في البلاد موضحةً بأن هناك تحديات عديدة تواجهها البلاد حالياً وحثت المرأة على الاهتمام بالحصول على التعليم العالي في مختلف المجالات وفي الوقت نفسه أكدت على ضرورة الاهتمام بتربية شباب الجيل الجديد.
- وقام (راجه جميل أجمل) مدير مكتب الشؤون الخارجية بمنظمة منهاج القرآن العالمية بمدينة (لاهور) بإطلاع الحضور على أن منظمة منهاج القرآن العالمية تبدأ حملة لزرع الأشجار داخل (باكستان) وخارجها لجعل الفضاء صافياً وخالياً عن التلوث حسب توجيهات شيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري) ويفتتح (سيد سجاد هاشميان) نائب رئيس جامعة المصطفى الدولية بـ (إيران) هذه الحملة عبر زرع شجرة.
- وقام (سيد سجاد هاشميان) نائب رئيس جامعة المصطفى الدولية بـ(إيران) بتسليط الضوء على صفات الحضارة الإسلامية مؤكداً على ضرورة الاهتمام بتحقيق التعايش السلمي والوحدة بين صفوف المسلمين وأعرب عن قلقه بأن المسلمين لا يتمنكوا من إنهاء الخلافات الفئوية القائمة على التعصب والحقد والاحتقار والبغض واللسان واللون والنسل موضحاً بأنه من الضروري أن تلعب المدارس الدينية والجامعات دوراً هامًّا في إنهاء هذه الخلافات التي تدعو إلى البغض والاحتقار بين أفراد المجتمعات البشرية وحثّ مسؤولي المؤسسات التعليمية للعب دور ريادي لرفع مكانة المسلمين بين الحضارات الأخرى في العالم إضافة إلى رفع مستوى مجال البحث والتحقيق لكي يتم إنهاء التعصب بكافة أنواعه وتجدر الإشارة إلى أن السيد (ياسر شمسي) كان يترجم كلمة ألقاها ضيف الشرف إلى اللغة الأردية لكي يتمكن الحضور من فهمها بشكل تامّ.
- وألقى الدكتور(إبراهيم محمد إبراهيم) رئيس قسم اللغة الأردية بجامعة الأزهر الشريف
كلمته ونقل فيها رسالة جامعة الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية وقال إن المشتركات
بين مختلف المذاهب للمسلمين (95%) ولكن للأسف الشديد أننا نقوم بالتركيز على إثارة
(5%) من المختلفات بين المذاهب ولا نهتم بترويج المشتركات بين أفراد المجتمع وحثَّ
المؤسسات التعليمية للعب دور هامّ لإخراج الشباب من حالة القلق والاضطراب وجعل مستقبلهم
باهراً.
- وأشاد البروفيسور(نثار أحمد سليماني) أبرز العلماء المسلمين في (أوروبا) في كلمته بالجهود التي يبذلها شيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري) من أجل نشر رسالة الإسلام القائمة على الحب والمودة على المستويين الوطني والدولي وقام بإطلاع الحضور على الاهتمام بعقد مؤتمر في قاعة (فيمبلي) في (بريطانيا) بهدف إلى نشر رسالة الإسلام للأمن والسلام في (10) من شهر(سبتمبر) عام (2011م) مشيراً إلى الفتوى التي أصدرها شيخ الإسلام الدكتور(محمد طاهر القادري) تحت عنوان "الإرهاب وفتنة الخوارج" وحث رؤساء المؤسسات التعليمية للخروج من إطار مختلف المذاهب وقيادة المسلمين إلى المنهاج السوي حسب مقتضيات العصر الحديث وتوفير المناخ التعليمي السلمي للطلاب والطالبات لمقاومة التحدّيات التي يعاني منها الإسلام.
- وتقدم عميد(محمّد إقبال) نائب أمير منظمة منهاج القرآن العالمية بمدينة (لاهور)
ومنسق المنتدى بكلمة الشكر والتقدير للمشاركين من رجال الفكر والدين والأساتذة والأكاديميين
والجامعيين والطلاب والطالبات ورؤساء المؤسسات التعليمية الأخرى وحثّ للاهتمام بعقد
مختلف المنتديات لتحقيق التعايش السلمي واختتم المنتدى بدعاء(مسكين فيض الرّحمن) أمير
منظمة منهاج القرآن العالمية.
- ومنحت جامعة المنهاج مسؤولي مؤسسة الآذان من السيد(محمد كاظم سليم) و(محمد يونس)
و(إحسان رضي) و(ياسر شمسي) و(مظاهر شكري) أوسمة الشرف تقديراً للجهود الرامية إلى تحقيق
التعايش السلمي وتجدر الإشارة إلى أن السيد(محمد يونس) كتب رسالة الماجستير حول الخدمات
الفكرية للدكتور(محمد طاهر القادري) في جامعة المصطفى الدولية بـ(إيران).
- وتمت فعاليات المنتدى باللغات الأربع الأردية والفارسية و الإنجليزية والعربية وقام الدكتور(على أكبر الأزهري) الأستاذ المشارك بجامعة المنهاج ومدير معهد البحث والتحقيق التابع بمنظمة منهاج القرآن العالمية بمدينة (لاهور) بإدارة فعاليات المنتدى بصفة مقدم البرنامج.
- وتم توزيع مجلة "آذان" المتضمّنة من مختلف المقالات لشيخ الإسلام الدكتور(محمد
طاهر القادري) على المشاركين في نهاية المنتدى.
- وتمّت إقامة مأدبة الغداء تكريماً للمشاركين في نهاية المنتدى.
- وأشاد المشاركون بالتعاون المشترك بين الجامعتين جامعة المنهاج وجامعة المصطفى الدولية لعقد المنتدى ووصفوه بأنه "حاجة ماسة للعصر الحديث".
تعليق
الفيسبوك
تغريد