القول المتين في أمر يزيد اللعين
(لمحة عامّة عن الجهود العلمية والتّاريخيّة لشيخ الإسلام الدكتور/ محمد طاهر القادري، وموسوعته الفريدة، والقيّمة، والعلميّة بشأن هذه القضيّة.)
بقلم: محمد فاروق رانا (مدير، مركز فريد الملّة للبحوث الإسلاميّة)
إنّ لكلّ عصر فتنة؛ ويبذل أهل الحقّ قصارى جهودهم بكافّة الوسائل لقمع هذه الفتنة، وواجبهم الأوّل محاكمة ومحاسبة مُروّجيها علميًّا وفكريًّا وقلميًّا، لذا كلّما واجهت الأمّة محنة ما، وعانت من افتقار علميّ وبحثيّ، قام مُجدد العصر بمهمّة إرشادها على أكمل وجه، وهدايتها نحو المنهج الصحيح.
ويعد القرن الخامس عشر الهجري هو قرن شيخ الإسلام الدكتور/ محمد طاهر القادري، فهو الْمَعنِيّ بواجب تجديد الدّين في هذا القرن، ويقوم فضيلته بهذا الواجب على أكمل وجه؛ حيث يشهد تاريخ منظمة منهاج القرآن على مدى أربعة عقود أنّه كلّما احتاجت الأمة إلى الهداية والإرشاد، وجدنا شيخ الإسلام الدكتور/ محمد طاهر القادري يلبّي هذا الاحتياج دائمًا، فقد قدّم باستمرار إرشادات كافية وشافية لكلّ مشكلة وقضية صعبة، وتلك من سمات فضيلته المميّزة؛ أنّه يتقدّم لمواجهة أصعب القضايا الفكرية بكلمات واضحة دون ترك أيّ مجال لـ: «إذا» أو «لكن»، ولا يترك أيّ جانب دون إجابة أثناء مناقشتة كافّة الجوانب، ممّا يؤدّي إلى قناعة وإشادة السّائل والقاريء بأبحاثه ومواقفه.
وسواء تعلق الأمر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو حماية شعائر الإسلام وتوقيرها، أو تشويه وجه السلام والوئام في الإسلام بوصمة التطرّف والإرهاب، أو استفزاز الأمّة من خلال خلق رسوم مسيئة، أو حُجيّة السنة النبويّة، أو إثبات كون التصوّف مأخوذًا من المصادر الأصليّة أو تطابق تعاليمه القرآن والسّنة، فإن شيخ الإسلام الدكتور/ محمد طاهر القادري يقدّم دَوْمًا الإرشاد الصّحيح في ضوء الأدلّة العلمية الدّامغة في كلّ قضية، بما لا يمكن لأحد إنكاره.
وعلى مدى السّنوات القليلة الماضية تنامت في الأمة فتنة تأثير ونفوذ الظّاهرية والنّواصب كردّ فعل على الرّوافض، حتّى أن المسلمين البسطاء وأهل العلم لم يسلموا من آثارها السّامة، حيث يتمّ إبعاد العلماء عن طريق الاعتدال وإيقاعهم فريسة للإفراط والتفريط وذلك من خلال أجندة خاصة، ثم يتمّ التّلاعب بعقول عامّة الناس بطريقة تتعارض مع العقيدة الصّحيحة لأهل السّنة والجماعة وأربعمائة وألف سنة من تقاليد الإسلام.
وخلال العقود القليلة الماضية تراجع المسلمون بسبب الشّكّ والارتياب بشأن محبة ومودّة آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار والولاء لهم، ويبدو وكأن المسلمين يتناسون مكانتهم ومقامهم الرّفيع -رضوان الله عليهم-، وعلى العكس من ذلك وصلت إحدى الجماعات إلى أقصى درجات ردّ الفعل، وبالتّالي فهي أيضًا تنحرف عن طريق الاعتدال، وكأن الإسلام يتعرض للأذى والتشويه، ومن ثَمّ يبتعد أتباع هذا الدين الكونيّ عن طريق الاعتدال، وينشرون عقيدتهم الخاطئة وسوء العاقبة في العالم.
وكان من المفترض أن يتّحد المتحدّثون باسم الإسلام ويلتزموا بتعاليم هذه الشّخصيات المجيدة، وأن يكونوا قدوة للآخرين، إلا أنّهم تناثروا واختلفوا فيما بينهم بسبب الترويج للمعتقدات والأفكار الخاطئة حول الأجلاء الذين هم أساس الدين، وبالتّركيز على هذه النقطة أكمل شيخ الإسلام الدكتور/ محمد طاهر القادري في شهر المحرم من عام 1444ﻫ بحثًا فريدًا حول قضية كانت في حاجة ماسّة للبحث والتحقيق فيها منذ قرون، مؤدّيًا بذلك واجب الإخلاص والتّفاني الحقيقيّ تجاه آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد ألّف فضيلته كتابًا فريدًا من نوعه وأصيلا وجامعًا بعنوان: «القول المتين في أمر يزيد اللعين»، ويعدّ هذا الكتاب موسوعة في موضوعه، وجهدًا فريدًا وقيّمًا في باب تصحيح العقائد، ويتميّز شيخ الإسلام الدكتور/ طاهر القادري بأنه حين تناوُله لأيّ موضوع أو قضية فإنّه يبدأ دائمًا أدلّته من القرآن الكريم، ثم يُعبّر عن رأيه من خلال شرحه وتفسيره للأدلّة بالحديث النبويّ الشريف، ثم يذكر آثار الصحابة وأقوال السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين، ثم يستشهد بأقوال غيرهم من الأئمّة والفقهاء والعلماء المعتبرين، وقد أثبت فضيلته في هذا الكتاب وفقًا لما يتميّز به من صفات علمية وفكرية وطبيعة بحثية أوّلا لعنة يزيد من خلال النصوص القطعية الثبوت من القرآن والسنة، فقد استند فضيلته في قضيته إلى الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة الصحيحة.
وهذا الكتاب الفريد من نوعه مُزين بأدلة وبراهين الأئمّة الكرام الموثوقة والأصلية، والتي لا تزيل فقط الشّكوك والشبهات التي انتشرت حول حادثة كربلاء بشكل تامّ، بل تكشف أيضًا الحقائق اللافتة للنظر حول الجُناة الحقيقيين لمأساة كربلاء، وقد أثبت شيخ الإسلام بالدليل القاطع أن يزيد أمر مباشرة بقتل الإمام الحسين عليه السلام، وأنّه لم يكن راضيًا عن هذه المأساة فحسب، بل أظهر فرحه وسعادته بذلك.
ونتناول فيما يأتي لمحة عامّة عن أبواب هذه الدّراسة التّاريخيّة لشيخ الإسلام:
• المقدمة:
افتتح شيخ الإسلام –دامت بركاتهم العالية- كتابه بمقدمة جامعة ذكر فيها الأسباب التاريخية والدينية للأصوات المؤيدة لـ: يزيد ضدّ آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأوضح فضيلته أنّه لا يجب أن يكون هناك أيّ تغيير في الرّدّ على أي طائفة في باب العقيدة، فالعقيدة الصحيحة هي التي التزم بها أهل السنّة والجماعة منذ القرون الأولى، وتكمن في محبّة ومودّة آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الباب الأوّل: القرآن والسنة ومسألة كفر يزيد:
أثبت شيخ الإسلام في هذا الباب كفر يزيد بالاستناد إلى الآيات التي لم يكن بالإمكان تصوّر أنّها تثبت كفر يزيد، ولم يستدل بها أيّ مفسّر للقرآن على مثل هذه الْحُجّة.
الباب الثاني: عهد يزيد - سبب شرّ وفساد الدّين والأمة:
أثبت شيخ الإسلام في هذا الباب بالأحاديث الصحيحة والحسنة والروايات المعتبرة أن عهد يزيد سبّب الشقاق والفساد في الأُمة، وكان بداية لإحداث الفجوة في الدين، وقد أبلغ الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث المباركة أنّ أوّل من ينشر الفساد في الأمة هو يزيد بن معاوية، وقد قام شيخ الإسلام بشرح هذه الأحاديث النبوية الشريفة مع ذِكر تخريجها.
الباب الثالث: أَمَرَ يزيد مباشرة بقتل الإمام الحسين عليه السلام:
يقوم البعض بإلقاء المسئوليّة على والي العراق عبيد الله بن زياد فقط بدلا من إلقائها على يزيد بن معاوية في مسألة استشهاد الإمام الحسين رضى الله عنه، ويرجع هذا إلى جهلهم بالحقائق، وليس هذا فحسب، بل إنهم يروّجون «للقتل الأعمى» و«القتل المجهول»، ويدعمون فكرة دخيلة تكمن في جعل قتلته «مجهولين» وخلق غموض بشأنهم، والذي بسببه يقع عامّة الناس في المأزق، ويبدأون التّفكير في مَن يتحمّل مسئولية هذه المأساة واستشهاد سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
وقد أماط شيخ الإسلام في هذا الباب اللثام عن هذه الحقيقة، وأثبت من خلال كتب الحديث والمراجع الصحيحة أن يزيد هو الذي أمر مباشرة بقتل الإمام الحسين عليه السلام، وأن هذه المأساة تمّت بأوامره وإرادته.
الباب الرابع: تعبير يزيد عن فرحه باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام:
السؤال الذي يطرح نفسه: إذا افترضنا محالا أن يزيد لم يأمر بقتل الإمام الحسين عليه السلام، فلماذا أعرب عن سعادته بمأساة كربلاء؟ والحقيقة أنه لم يكتفِ بالتعبير عن سعادته بهذا الفعل الشنيع فقط، بل سُرَّ أيضًا بوحشية ابن زياد وأتباعه وكافأهم على فعلتهم...
في هذا الباب ذُكر تعبير يزيد عن فرحه بالتوثيقات.
الباب الخامس: إهانة رأس الإمام الحسين عليه السلام في بلاط يزيد المزدحم:
لم يعبر يزيد عن سعادته بمأساة كربلاء فحسب، بل أهان رأس الإمام الحسين عليه السلام في بلاط دمشق المزدحم، وعامل أهل البيت بطريقة مهينة.
تمّ توثيق هذا الفعل الشنيع ليزيد في هذا الباب بالأدلة.
الباب السادس: الحكم الشرعيّ لمن ظلم أهل المدينة:
أثبت شيخ الإسلام في هذا الباب أثناء شرحه الحكم الشرعيّ لمن ظلم أهل المدينة المنورة، بالأدلة من القرآن والسنة أن مَن ينتهك حُرمة المدينة المنورة، ويظلم أهلها، فهو كافر، ولا يؤجر على شيء من حسناته السّابقة، لأنّ كل عمل له مرفوض بسبب الإساءة للمدينة المنوّرة، كما ثبت في هذا الباب أن من ظلم أهل المدينة، بل مَن قصدهم بالظلم والإيذاء، سيأتي يوم القيامة وأعماله كالسراب، وسوف يذوب في نار جهنم، كما يذوب الملح في الماء، ولن يبقى شيء من أعماله الصالحة في هذه الدنيا سواء كانت من الفرائض أو من النوافل، وهو ما يمكن أن ينفعه فيما بعد، ويصبح سببًا للمغفرة في الآخرة، التي تكون حالته فيها كحالة الكافر والمشرك، فيكون سجله خاليًا تمامًا من الأعمال الصالحة، وما فعله يزيد في المدينة المنورة ومكة، لم يخف عن أحد، والفظائع التي ألحقها بأهل المدينة، يعجز التاريخ عن تقديم مثلها، ومن ثَمّ في ضوء النصوص القطعية أصبح يزيد كافرًا لانتهاك حُرمة الحرمين الشريفين.
الباب السابع: انتهاك حُرمة المسجد النبوي والمدينة المنورة والكعبة بأمر يزيد (في ضوء أقوال كبار التابعين):
ثبت في هذا الباب من أقوال كبار التابعين انتهاك حُرمة أقدس الأماكن كالمسجد النبوي، والرّوضة الشريفة، والمنبر النبوي، والحرم النبوي، وحرم مكة في واقعة الحرّة بأمر من يزيد، وليس هناك رأي آخر.
في بداية هذا الباب تم تقديم قائمة بخرافات يزيد، والنقطة الأولى منها: هي أنه بأمر منه هاجم سبعة وعشرون ألف فارس وخمسة عشر ألف من المُشاة الحرم النبوي والحرم المكيّ ونالوا من حُرمتهما.
الباب الثامن: وحشية يزيد وشخصيته البشعة (بشهادة الصحابة والتابعين رضي الله عنهم):
لا توجد إمكانية لوجود أيّ جانب لطيف في شخصية يزيد، فقد ذُكرت في هذا الباب مشاهدات وروايات وآراء الصحابة والتابعين والسلف الصالح، وقد ثبت أن يزيد لا يستحقّ حُسن الظنّ به بسبب قهره وظلمه واستبداده ووحشيته، بل إن حُسن الظّن به أشبه بالتّشكيك في تضحيات شهداء كربلاء، وهو ما لا يمكن لأيّ مؤمن أن يتخيله.
الباب التاسع: أقوال الصّحابة والأئمّة والعلماء في جواز لعنة يزيد:
اتّضح في هذا الباب أنّ الأئمّة قد برروا بوضوح لعنة يزيد بالحجج من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن خلال عرض آراء علماء ثقات ومعتبرين منذ القرون الأولى إلى العصر الحاضر، تمّ توضيح هذا الاعتقاد بأنه يجوز مطلقًا لعن يزيد باسمه.
وقد أثبت شيخ الإسلام إجماع الفقهاء الأربعة على سبّ يزيد باسمه، وفي هذا الصّدد تمّ تقديم مثل هذا البحث الفريد في هذا الكتاب، والذي لا يوجد مثله في التاريخ العلمي الإسلامي. وبالنسبة إلى ما أشيع عن صمت الإمام الأعظم أبي حنيفة -رضي الله عنه- في هذه المسألة، فقد أزيلت الإشكاليات والغموض الذي أثير حوله، ولا يمكن لعالم أن يتوانى عن الإشادة بها.
الباب العاشر: أقوال الأئمّة والعلماء في إثبات كفر يزيد:
تمّ ذِكر أقوال شيوخ الأمّة والأئمّة والعلماء في إثبات لعنة يزيد في هذا الباب، وقد بدأت الأقوال عن هذه اللعنة من أقوال عبد الرّحمن بن سعيد بن زيد التّابعي، وعشرين إمامًا وعالمًا من بينهم الإمام أحمد بن حنبل، القائلين بلعنة يزيد الواضحة.
الباب الحادي عشر: الأدلة الشرعية الأخرى على كفر يزيد:
وفي شرح أدلة أخرى على كفر يزيد، تمّ تقديم الحجج من كتب العقائد، وقد ثبت من خلال الأبحاث في علم الكلام أن يزيد خرج من دائرة الإسلام بسبب أفعاله القبيحة والشنيعة، وكان كافرًا كفرًا صريحًا ومرتدًا.
الباب الثاني عشر: حديث القسطنطينية وحلّ الإشكالية:
في هذا الباب تمّت مناقشة حديث القسطنطينية الشهير باستفاضة، وحينما يتمّ رفض جميع حجج أنصار يزيد، ولا يجدون أيّ دعم للدّفاع عنه، فإنّهم يجعلونه يستحقّ الجنة باستخدام بشرى النبي الموصوفة في حديث القسطنطينية كحجة، وقد أثبت شيخ الإسلام أنّ هذا الموقف مخالف للحقائق التاريخية التي لا تدحض، لأنّ الحديث المبارك المبنيّ على البشارة ورد في عشرات الكتب، ولم يرد ذكر القسطنطينية في أي حديث، كما تتّضح حقيقة أن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أعطى في الحديث المبارك البشرى لأوّل جيش مهاجم، بينما كان الجيش الذي ذهب فيه يزيد بن معاوية إلى بلاد الروم هو الجيش الثامن، لذا فإن الاستدلال بالحديث المبارك واعتبار يزيد يدخل ضمن بشارة المغفرة، والقول بالعفو عنه، يعدّ مخالفًا للحقيقة لعدة أسباب.
الباب الثالث عشر: استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو في الحقيقة إتمام لاستشهاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقاتل الحسين قاتل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
هذا الباب لم يمسّه أحد من الكُتّاب، وفيه أكّد شيخ الإسلام أن استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو في الحقيقة إتمام لاستشهاد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وكأن قاتل الإمام الحسين عليه السلام هو في الحقيقة قاتل لحبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك كيف يكون قاتل الرسول مؤمنًا؟ إن القول بأن يزيد مؤمن هو أمر بعيد المنال، فهو لا يرتبط بالإسلام، وقد تم إثبات هذا الموقف بالكلية وبطريقة فريدة من خلال تقديم أدلة معتبرة وموثوقة والتي لا تقبل الجدل.
الباب الرابع عشر: تعرّض أتباع يزيد لمصير رهيب مثل الكفار في هذه الدنيا:
إن يزيد وأعوانه في النار، تمامًا كالشيطان سيكون وقود النار مع كل أتباعه، وقد أثبت شيخ الإسلام في هذا الباب بالروايات المعتبرة أن أتباع يزيد وخُدّامه الذين كانوا مسئولين عن تنفيذ أوامره في مأساة كربلاء، قد واجهوا مصيرًا رهيبًا كالكفار في هذه الدنيا، كما أنّ لهم عقوبات سينالونها في عالم البرزخ أو الآخرة، وأنّ هذه العقوبات كانت لأتباع يزيد في الدنيا حتّى لا يشكّ أحد في دخولهم النار.
الباب الخامس عشر: أفعال يزيد المشينة في آخر الزمان وعاقبة الكفر المؤلمة:
كشف شيخ الإسلام في هذا الباب عن أعمال الأيام الأخيرة من حياة يزيد البائسة بطريقة جيدة للغاية، ووصف نهايته الكافرة المقيتة، ويقوم بعض الناس بصياغة ونشر احتمالات مختلفة لتوبة يزيد، في حين أنّ في الأيام الأخيرة من حياته، كان يسفك الدّماء في حرم الله تعالى، ويهدم الكعبة، وهو متورط في آثامه، وقد قضى عليه الموت، وهكذا لم يحصل يزيد على فرصة للتوبة، لذا فإن البحث عن إمكانية لتوبته يعادل تعريض إيمانه للخطر.
• الخاتمة: بعض الأسئلة لأنصار يزيد والمدافعين عنه:
هذا الباب دليل على كمال محبة شيخ الإسلام لأهل البيت الأطهار، وفي هذا الباب فقد جعل إيمان أنصار يزيد والمدافعين عنه يهتزّ، وبطريقة غير مسبوقة جذبهم إلى حقيقة أن ما فعله يزيد قد فعله، فلا تضيعوا إيمانكم بدعم ذلك الشخص اللعين البائس، ويجب قراءة هذا الباب بعين البصر والبصيرة.
أيها القُرّاء الكرام! تأمّلوا كيف قدّم شيخ الإسلام محتويات الكتاب خطوة بخطوة بطريقة جيدة للغاية، وأثناء مناقشة كافّة الجوانب، لم يترك أيّ جانب من جوانب المشكلة دون إجابة، ولم يترك أيّ ركن دون حلّ، فظلّ يناقش النّقاط الدقيقة بوضوح وصراحة تامّة، مستبعدًا «إذا» و«لكن».
هذا الكتاب هو بالفعل وصفة كيميائية للوضوح الفكري والتصحيح العقائدي، ويجب أن يقرأه ويفهمه كل مؤمن، والغرض من تأليف هذا الكتاب هو تصحيح الأمة بإزالة الشكوك، وتشجيعها في معركة الوحدة الفكرية.
وفي «مقدمة الكتاب» كتب شيخ الإسلام الدكتور/ محمد طاهر القادري بحر العلوم المعاصر وجبل البحث، قائلا:
«إنّ لكل عصر فتنة؛ ويبذل أهل الحق قصارى جهودهم بكافة الوسائل لقمع هذه الفتنة، وواجبهم الأوّل محاكمة ومحاسبة مُروجيها علميًا وفكريًا وقلميًا، وفي هذا السياق يجب أن نتذكر أن الفكر الظاهري والناصبي هو الذي خلق العديد من المغالطات الفكرية والدينية والتاريخية للحد من حب ومودة الإمام الحسين عليه السلام وآل بيت النبي الأطهار صلى الله عليه وآله وسلم، وقد تم تأليف هذا الكتاب لإزالة هذه المغالطات والشكوك والشبهات».
وهناك أمل قوي في أنه بحمد الله تعالى وفضله، لن يتمكن أحد من دحض حجج وبراهين شيخ الإسلام –دامت بركاتهم العالية- الدامغة حول هذا الموضوع، ربما يعبر عدد قليل من الأعداء والحاسدين عن كراهيتهم –كالمعتاد-، باتهام شيخ الإسلام بالرافضية والتشيع، ولكن هذا ليس مفاجئًا، فهناك تاريخ كامل في التشهير بالأئمة الأربعة والسلف الصالح، وهو أمر لا يمكن إنكاره.
أعزائي القُرّاء! هذه مقدمة موجزة لهذا السيل العلمي النادر والعظيم، ولا يمكننا مناقشة الكتاب بأكمله في هذه المقالة القصيرة، ولكننا قدّمنا بعض النقاط فيما يتعلق ببضعة مواضع، حتى تكونوا على دراية بمحتويات هذا الكتاب وشموله، ولا يمكن تقدير مدى كون هذا الكتاب فريدًا ولا تخيل مزاياه إلا بقراءته بالتفصيل، وفي النهاية من الضروري أن أقول: إن هذا الكتاب لا غنى عنه من أجل حفظ الإيمان وحماية عقيدة أجيالنا القادمة.
تعليق
الفيسبوك
تغريد