Rtarabic : الدكتور محمد طاهر القادري: الدولة التي انشأها رسولنا محمد (ص) في المدينة المنورة كان مجتمعا متعدد الثقافات

09.03.2010 07:53

لقاؤنا اليوم في لندن مع احد ابرز علماء الشريعة الباكستانيين الدكتور محمد طاهر القادري الذي أصدر منذ ايام فتوى ضد الارهاب

س 1 - ترتبط كلمة فتوى بالنسبة لنا على سبيل المثال بقضية سلمان رشدي وكتابه ايات شيطانية ، هل لكم ان تشرحوا لنا ماذا تعني كلمة الفتوى في الاسلام؟ .

ج1- حرفيا الفتوى تعني مرسوما او قرارا، وهذا المفهوم يحتل مكانة مهمة في المراجع التشريعية الاسلامية والافتاء .

س 2- لماذا تطلقون هذه الفتوى الان ولماذا لم تصدروها بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول؟

ج2- سؤال مهم عادة انا لا اصدر الفتاوي ابدا. ولكنني شعرت الان بانه حان الوقت لذلك ، ففي العام الماضي في باكستان وفي المنطقة عموما ارتفعت وتيرة العمليات الارهابية وبدأ الارهابيون بقتل الناس بل وصلوا حد نبش القبور وشنقوا الجثث وعلقوها على الاشجار. وسمع دوي الانفجارات في كل مكان واحتلوا اماكن كثيرة وقد بدأ الجيش الباكستاني بعملية كبيرة ضدهم السنة الماضية ، حينها اكتشفت ان الكثيرين من علماء الشريعة الاسلامية وكثيرين من السياسيين لم يحركوا ساكنا حيال اعمال العنف المرعبة التي قام بها الارهابيون لذلك بدأت العمل على هذه الفتوى.

3س- هل تحدثونا بشكل مفصل عن مضمون هذه الفتوى فهي وثيقة مديدة وبحسب معلوماتنا لم يذكر فيها شئ عن الجهاد ولماذا لم تتطرقوا للجهاد في هذه الفتوى؟.

ج3- ركزت على موضوع الارهاب بصورة مطلقة ولكن في هذه الفتوى اؤكد تمام التأكيد ان الاعمال الارهابية ليست جهادا.

س4- هل هذا يعني انه لا يمكن اعتبار الاعمال الارهابية جزءا من الجهاد او الحرب المقدسة؟

ج4- بالطبع لا واسمحوا لي ان اقول لكم ان تعبير الحرب المقدسة ترجمة غير صحيحة. والان اعلن ذلك رسميا واطلب منكم ايصال هذه الفكرة الى الراي العام، الكلمة تعني النضال.. كلمة الجهاد لا تعني شيئا يتعلق بمفهوم الحرب، فللجهاد مفهوم اوسع هو يعني انكم تجتهدون وتناضلون في سبيل الخير. اذا بذلتم كل طاقاتكم وكل قدراتكم في سبيل الخير يعني ذلك انكم تجاهدون انطلاقا من ذلك فليس في الجهاد تعصب وعنف وقتل لذلك فهو ليس حربا مقدسة.

س5- بحسب رايكم الارهابيون منحوا انفسهم حق التلاعب بمفهوم الحرب المقدسة كما يشاؤون

ج5- نعم هذا هو بالذات انهم منحوا انفسهم حق تشويه المفهوم ، ولكن اعمالهم لا تمت للجهاد بصلة.

س6- في فتواكم هذه تستخدمون مصطلحين الارهاب والناس الابرياء ويمكن فهم هذين المصطلحين بعدة اوجه ماذا قصدتم تحديدا؟

ج6- انهم يريدون ان يجدوا لانفسهم حجة منطلقين من كلمة براءة. هنا من المستحيل عدم فهم القران الكريم في هذا الصدد.. كلمة بريء لا تستخدم ابدا في حالات القتل ، بل تستخدم كلمة اخرى تعني تقريبا ما يلي اذا قتل احد النفس البريئة دون حق وقررت المحكمة ان ذلك قتل عمد واقرت المحكمة ذلك بالجرم فمن المفترض تنفيذ حكم الاعدام بحق ذلك الشخص. واذا كان ارهابيا ووقع عليه جرم خطيئة التمرد والقتل غير المشروع للنفوس البريئة فالحكم الشرعي بالنسبة له هو الاعدام بصفته جزاءا مشروعا ويركز القران الكريم على ان القاتل لا بد ان يقتل ولو بعد حين الناس المسالمون والذين لا يشاركون في الاعمال القتالية ولا يحاربونكم وجها لوجه في ارض المعركة ( في ميدان القتال كل يمتلك حق القتل ) اذن جميع الذين لا يشاركون في الاعمال القتالية هم اناس مدنيون كالمتواجدين في الاسواق والمحال التجارية وفي القطارات وفي منازلهم يعني كل المدنيين هم ابرياء

س7- على ما يبدوى فتواكم هذه تنفي كل ما يؤمن به الارهابيون الانتحاريون والمتشددون، باعتقادكم ما قد تكون عواقب ذلك ؟

ج7- الالاف والملايين من الشباب الذين لا يعتبرون ارهابيين بكل معنى الكلمة مع انهم متواجدون في بعض الخلايا، وهناك ايضا اناس سيئون قد يورطوا هؤلاء في شبكاتهم الارهابية ، والايحاء لهم بافكار غير سليمة معتمدين على معاني وتفسيرات غير صحيحة ، وهذه الفتوى ستساعدهم في التخلص من تلك الافكار غير السليمة عقولهم واذهانهم ستنفتح وسيعجز الارهابيون عن توجيههم في الطريق الخطىء ثانيا هناك الاف من الشباب لم تغسل ادمغتهم لدرجة انهم اصبحوا مستعدين لان يكونوا ارهابيين انتحاريين مع انهم قد اقتربوا من ذلك الوضع حيث اصبحوا محافظين ويعيشون في عزلة ولا يشاركون في الحياة الاجتماعية، كل ذلك يؤدي بهم الى التطرف ومن ثم الى الارهاب وانا امل ان يتوقف هؤلاء الشباب ان شاء الله. ولن يستطع احد في العالم الاسلامي ان يعيق ذلك. قد لا يتفق معي البعض حول بعض الشعارات وقد لا استطيع التأثير على الذين غسلت ادمغتهم بشكل نهائي، علما بأن عددهم غير كبير ، اما الذين يريدون الحذو حذوهم فهم اكثر بكثير انهم الاف وستقف هذه الفتوى عقبة امامهم وسنلحظ النتائج في العالم الاسلامي وغير الاسلامي على حد سواء.

س8- لنتحدث حول ما يطلق عليه الان (الارهاب والعنف في الاسلام ) ؟ وبخاصة في اوروبا فاحد السياسيين الهولنديين اخرج فيلما مفاده ان القران الكريم كتاب فاشي، كيف تردون على ذلك؟

ج8- اعتقد ان هذا العمل هو نفس ما يقوم به انصار اسامة بن لادن والطالبان ضد الكثيرين من غير المسلمين. واذا بدأ الناس في العالم الغربي يتصرفون بهذا الشكل لن يؤدي ذلك الى السلام بل ان ذلك سيؤدي مرة اخرى الى اذكاء الحقد في الصدور // المهم هو كيف سينتهي ذلك ولماذا الرغبة بتأجيج الاحقاد بهذه الطريقة، اهو حقد ام ردة فعل ام استمرار الجدل وتبادل الاتهامات وتقاسم البشرية .

س9- تلحظ حاليا في اوروبا معارضة شديدة للاسلام ، ففي سويسرا منع بناء المنارات الاسلامية وفي فرنسا يناقش موضوع منع ارتداء الحجاب. هل تعتقدون ان اوروبا مستعدة لتقبل الاسلام ؟

ج9- الحل الافضل لتحسين الاجواء في العالم هو تحقيق التقارب بين الثقافات المختلفة من خلال الحوار، ولا بد من تحقيق الديمقراطية وكذلك حرية المعتقد وحرية الثقافات والحضارات. ما عدا حرية الارهاب والتطرف وانعدام حرية العنف وتقسيم المجتمعات ان المجتمع الاسلامي الاول والدولة التي انشأها رسولنا محمد ( ص الله عليه وسلم ) في المدينة المنورة كان مجتمعا متعدد الثقافات. لقد انشأ هذه الدولة على اساس الوحدة مع اليهود والمسيحيين وبعض القبائل المتحالفة. وقد ضمن حماية العادات والتقاليد والثقافة واديانهم وقوانينهم. احدى سور القران الكريم مكرسة لحرية المعتقد واداء الطقوس الدينية. واريد ان اذكر اخر كلمات: لكم دينكم ولي ديني

Source : http://www.rtarabic.com/prg_hadis/43578/video/

Comments

Top