RNW : هل تنهي أطول فتوى إسلامية الإرهاب في بريطانيا وباكستان؟

RNW : هل تنهي أطول فتوى إسلامية الإرهاب في بريطانيا وباكستان؟

5:48مساء | تقرير: طارق القزيري
تاريخ النشر : 2 March 2010

تقرير: طارق القزيري – إذاعة هولندا العالمية / ربما سبق للكثير من المشائخ ومؤسسات المسلمين إصدار فتاوى وبيانات، وإظهار مواقف ضد الأعمال الإرهابية، واستهداف المدنيين من المسلمين وغيرهم، ولكن فتوى جديدة لشيخ باكستاني يقود جماعة صوفية واسعة الانتشار، تذهب إلى حد اعتبار القائمين بإعمال العنف تحت شعار الجهاد كفارا وزنادقة، فيمل يظل السؤال عن مدى تأثير تلك الفتاوى على "الجماعات الجهادية"!!.

600 صفحة

وصدرت الثلاثاء فتوى لرجل الدين الباكستاني البارز محمد طاهر القادري من 600 صفحة ستكون متاحة باللغات الأردية والعربية والإنجليزية، خلال هذا الأسبوع، في ما قيل أنه سعي لاجتذاب المزيد من المسلمين الأحدث سنا بعيدا عن الفكر الإسلامي العنيف، والنأي بهم عن محاولات الاستقطاب ودعاية تنظيمات مثل القاعدة وغيرها..

وسبق لجهات كثيرة إصدار فتاوى مشابهة لكن القادري يقول لرويترز إن فتواه التي تعتبر الإرهابيين والمفجرين الانتحاريين زنادقة، تتجاوز في إدانتها ما ذهبت إليه أي من سابقاتها.

أدلة من السنة والشيعة

وفي حديث للقسم العربي بإذاعة هولندا قال الشيخ القادري "إن فتواه تجمع الكثير من الأدلة الشرعية والآيات والأحاديث التي تحرم العنف، بما فيها أدلة من المدونات الشيعية، وإن الإرهاب الحالي هو مجرد موجة جديدة من موجات فكر الخوارج الذي يتكرر في كل عصر، وإن هذه الأعمال تستحل دماء المسلمين وهذا كفر في الإسلام".

ويعتقد بأن لهذه الفتوى أهمية خاصة بالنسبة لبريطانيا حيث أن غالبية المسلمين هم من جنوب آسيا كما أن هناك تشويشا في الفهم لدى العديد من العامة حول مبررات استخدام العنف، كما الشبان المسلمين البريطانيين – كما تقول الحكومة البريطانية - هم مستهدفون - بشكل خاص من قبل الجماعات المتطرفة.

الباعث الباكستاني

و يقول محمد غالي المحاضر بجامعة لايدن الهولندية لإذاعة هولندا "إن الباعث الأساسي لهذه الفتوى هو ما يحدث في باكستان، بسبب تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين وغيرهم، وهو ما يعارضه عموم الناس هناك، وعندما حاول أحد الشيوخ إصدار فتوى مماثلة تمت تصفيته".

ويضيف غالي قائلا "ربما يكون الشيخ قادري في مأمن كونه يقطن خارج باكستان، لكنه يتحلى بالشجاعة أيضا في تصديه لهذه المهمة، لأن الأصوات المعارضة للعنف بباكستان تضاءلت عقب اغتيال رجل الدين المذكور".

مؤسسة منهج القرآن

ومحمد طاهر القادري من مواليد باكستان يبلغ من العمر، 59 عاما ويرأس مؤسسة منهج القرآن وهي جماعة صوفية تهتم بنشر الفكر الصوفي السني عبر العالم، إذ تتواجد في أكثر من 80 دولة منها هولندا. و لا تتلقى الجماعة أي تمويل من أي جهة حكومية، ولكنها تعتمد استراتيجية مقاربة لأجندة عدة دول ومنظمات مدنية تعمل على مكافحة التطرف.

وكان القادري قد عمل لفترة في منصب وزاري بباكستان، وكان مقربا من بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة.

نفوذ متزايد

ونفى الشيخ القادري أن تكون فتواه وسيلة لتأمين منافذ لجماعته وتعزيز نفوذها في الغرب و بريطانيا بالذات، قائلا انه كتب أكثر من ألف إصدار في "سبيل الدعوة"، وان فتواه هي بالنظر لشريعة الإسلام، وليس رغبات أي دولة أخرى.

ومضى الشيخ القادري يقول بأن فتواه "ليست معنية بالأمريكيين، أو ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب، وانها موجهة للمسلمين فقط، وأنه لا يقف في صف الحكومة الباكستانية سياسيا، من خلال مجهوده الديني".

الفتاوى والعموم

وسبق لمجلس الفقه الإسلامي في أمريكا الشمالية أن أصدر فتوى قبل عدة سنوات ضد الإرهاب والتطرف بمساندة أكثر من 120 شخصية ومنتدى إسلامي في الولايات المتحدة. وتبعت الفتوى حملة أيدها جموع من الإفراد والمؤسسات في أمريكا الشمالية بلغت ما يقارب من 689 ألف مسلما في أمريكا وعبر العالم.

ولا ينتظر أن تلقى الفتوى آذانا صاغية من قبل الجماعات الجهادية، لكن محمد غالي من جامعة لايدن يقول "إذا كانت الفتوى لن تلقى أذانا صاغية من الإسلاميين، فإنها قد تكون مؤثرة في عامة الناس، حيث الرصيد المستهدف من قبل الإسلاميين الجهاديين، والجديد في الفتوى إنها تنتقل بالمسلمين من الجانب الصامت إلى الجانب المعاكس للإرهاب".

Source : http://www.rnw.nl/arabic/article/65795

Comments

Top