AR.Qantara : الفتوى - سلاح لمكافحة الإرهاب؟
في فتواه التي جاءت في 600 صفحة أدان عالم الدين الباكستاني البارز طاهر القادري العمليات الانتحارية واصفاً إياها بأنها لا تمت إلى الإسلام بصلة وأن مصير منفذيها النار. ولكن هل يمكن أن تصل هذه الفتوى إلى المقصودين بها وهل تشكل فعلا سلاحا فاعلا لمحاربة الإرهاب؟ ألبريشت ميتسغر في عرض لهذه الفتوى ومدى جدواها.
يهيمن على بريطانيا خوف من المسلمين المتطرفين. وإضافة إلى أسبانيا فإن بريطانيا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي حدثت فيها هجمات إرهابية، راح ضحيتها الكثير من الأشخاص. كما تمكنت أجهزة الأمن البريطانية في العام الماضي من إحباط مخططات لهجمات أخرى. ووفق معلومات أجهزة المخابرات يوجد في بريطانيا أكثر من 1000 مسلم متطرف. ولهذا السبب تبحث الحكومة البريطانية عن الوسائل التي تمكنها من الحد من تطرف الشباب البريطاني المسلم ومجابهته.
في صيف 2008 أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن إستراتيجية لمكافحة الإرهاب للتعامل مع هذه الإشكالية. وأكدت هذه الإستراتيجية على ضرورة "تحدي" المتطرفين إيديولوجياً ودعم أصوات "الاتجاه العام السائد" من أجل تجفيف منابع المتطرفين. ولهذا فإن الأمر يتعلق بالتعاون مع المسلمين، الذين يعارضون خطاب المتطرفين المتسم بالعنف والذين يعدون - كما هو مأمول- أقدر من يستطيع على دفع المتطرفين من أخوانهم في العقيدة إلى تغيير أفكارهم.
لكن يبقى من الصعب إيجاد الشركاء المناسبين، فالاستياء من سياسة بريطانيا الخارجية والداخلية وصل إلى درجة كبيرة داخل الجالية المسلمة. ومن يجعل نفسه معتمداً من الناحية المالية على الحكومة، سرعان ما سيصبح موضعاً للشكوك وعدم الثقة، ليس لدى المتطرفين فقط. إن لمشكلة المصداقية أهمية محورية، فأي فائدة ترتجى من علماء الدين، الذين يعارضون العنف، إذا لم يجدوا من يسمع دعواتهم؟ إن هذه الإشكالية تكشف حلقة، جرت أحداثها في لندن مؤخراً.
Source : http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-1044/i.html
Comments