مسلمو بريطانيا يحاربون الفكر المتشدد بانتقاد الذات
يحاول الرجلان الحليوله دون ذرف الدموع وهما يناشدان بعوده زوجتيهما. محمد شعيب واختر اقبال يفتقدان زوجتيهما، سرجه وخديجه داود اضافه الي اختهما الثالثه زهره داود. السيدات توجهن الي سوريا شهر ايار/ مايو الماضي وقررن بعدها تاديه مناسك الحج. وكان من المفترض ان يعدن الي مدينه برادفورد البريطانيه بعد ذلك، الا ان الاتصال بهن فقد منذ التاسع من مايو الماضي. وفي منتصف شهر حزيران/ يونيو لم يجد الرجلان الباكستانيان طريقه سوي عقد مؤتمر صحفي للمناشده بعوده هؤلاء السيدات.
من المرجح ان تكون الاخوات الثلاث قد توقفن في تركيا ليعبرن بعد ذلك الحدود التركيه السوريه للوصول الي منطقه النزاع التي ينشط فيها تنظيم داعش. ومن المحتمل ان يكن قد قررن الانضمام الي هذا التنظيم الارهابي علما بانهن لم يكنّ لوحدهن بل كان بصحبتهن 9 اطفال اعمارهم ما بين الـثالثه والخمسه عشر عاما. ومن الواضح انهن قد لبين دعوه اعضاء في تنظيم داعش الارهابي للانضمام الي صفوف هذا التنظيم. وليس من المعروف حتي الان اين هن متواجدات بالتحديد داخل سوريا.
اصدار فتوي بشان تنظيم داعش
هذه القصه ليست الاولي من نوعها. فاكثر من 700 مواطن بريطاني توجهوا الي سوريا للانضمام الي صفوف الجهاديين، 350 منهم عادوا الي بريطانيا بالفعل.
النقاش الدائر في بريطانيا حول اسباب اللجوء الي الفكر المتشدد يماثل النقاشات المنتشره في باقي اوروبا. اسباب ذلك ترجع اغلبها الي التمييز الممارس تجاه شباب المسلمين وغياب افاق مستقبليه لديهم. اضافه الي الهويه الهشه التي يعانون منها، كونها هويه تتارجح بين ثقافتين وهو من الاسباب التي قد تدفع الي التوجه الي ما يعرف بالاسلام المتشدد او الجهادي.
منذ عده اسابيع واشهر بدا بعض الائمه المعروفين في المشاركه في هذه النقاشات. وفي ايلول/ سبتمبر من العام الماضي قام بالفعل بعض منهم باصدار فتوي تحرم تنظيم داعش وبالتحديد وبحسب هذه الفتوي فان "تنظيم داعش هي مؤسسه متشدده وحرام من الناحيه الاسلاميه الانضمام اليها او مناصرتها". وبالنسبه للمسلمين البريطانيين فمن المفروض التصدي بفاعليه لهذه "الايديولوجيه السامه".
اكثر من 700 مواطن بريطاني توجهوا الي سوريا للانضمام الي صفوف الجهاديين، 350 منهم عادوا الي بريطانيا بالفعل
في الثالث والعشرين من شهر يونيو الجاري قام رجل الدين الباكستاني محمد طاهر القادري في العاصمه البريطانيه لندن بتقديم منهاج من المفترض ان يساهم في الحيلوله دون جنوح الشباب نحو التطرف. والقادري هو مؤسس ورئيس مجلس اداره مؤسسه "منهاج القران الدوليه"، التي تعمل علي مكافحه التطرف الاسلامي. وفي عام 2010 قام القادري باصدار فتوي حول الانتحاريين الذي يفجرون انفسهم في الاعمال الارهابيه وصنفهم علي انهم اعداء للدين الاسلامي ولا ينتمون له وان جزاءهم هو دخول النار. وقد اوضح القادري في فتواه ان النظام القضائي في الاسلام لا يوجد فيه اي تشريع يبيح ما تقوم به مجموعات ارهابيه مثل تنظيم "داعش" الذي يهجم علي الدول الاسلاميه ويضر بالنظام العام، "تنظيم داعش عدو لبشريه"، حسب تعبيره.
وفي احد برامج البي بي سي الاذاعيه قام رجل الدين القادري بتوضيح المنهاج الذي وضعه لمكافحه الارهاب والتطرف الفكري مطالبا بان يقوم ممثلون عن مؤسسه "منهاج القران" بتفسير موقف الاسلام في المدارس والجامعات البريطانيه من الارهاب وتوضيح انه دين يدعو للسلام. كما تحدث القادري عن ضروره ان يكون موضوع "التشدد" من المواضيع المطروحه في المنهج المدرسي.
القادري يري ان "السلام والابحاث المتعلقه بموضوع السلام لابد وان تكون من المواد التي تدرس في المؤسسات التعليميه"، وكذلك القضاء علي الفكر المتشدد في الاسلام والحرب علي الارهاب من المواضيع التي يجب طرحها للنقاش علي عده مستويات.
"المشكله ان هذه المواضيع لم يتم نقاشها علي المستوي الديني والايديولوجي، بل يتم التطرق لها حتي الان من المنظور السياسي والاقتصادي والاجتماعي فقط"، يقول القادري الذي يري انه من المهم ان تصبح هذه المواضيع من المواد الالزاميه التي يجب ان تدرس للمسلمين .
رجل دين يضع منهاجا لمكافحه الارهاب والتطرف الفكري
انتشار الفكر الديني المتشدد يهدد امن البوسنه والهرسك
ذرائع: www.daralakhbar.com/news/2015/06/24/2351257/articles/5683894
Comments