Magharebia : فتوى تدين الإرهاب تؤجج النقاش المغاربي

2010-03-12

رد الأئمة المغاربيون وخبراء آخرون في القضايا الإسلامية على فتوى حول الإرهاب أصدرها عالم ديني شهير باكستاني المولد. وتراوحت ردودهم من الشك إلى التفاؤل الحذر.

فتوى الدكتور محمد طاهر القادري التي أصدرها في 600 صفحة بلندن الثلاثاء 2 مارس تقول إن "جهنم" هي مصير الانتحاريين ورفض بشكل قاطع الهجمات التي تقتل الأبرياء.

وفي حوار مع يومية الشرق الأوسط المتمركزة في لندن يوم 5 مارس، قال القادري "انظر حالنا المؤسف اليوم، يلقى الناس حتفهم داخل المساجد وفي عرض الشارع، ويقتلون وهم نيام في منازلهم، ويفجر الإرهابيون الأسواق، ويقتل في ذلك النساء والعجزة والأطفال، الأمر الذي لا يوجد ما يبرره مطلقا".

القادري ولد سنة 1951 في مقاطعة بونجاب الباكستانية وحصل على الدكتوراه من جامعة بونجاب. وهو محاضر في العلوم الإسلامية منذ 1974، وعمل أيضا مع العديد من الهيئات الحكومية الباكستانية بما فيها المحكمة العليا ووزارة التعليم.

فتوى القادري، التي تضم آراء علماء رئيسيين من الأولين والمعاصرين، لقيت ترحيبا من قبل الكثيرين في المغرب الكبير على أنها خطوة هامة إلى الأمام.

وفي موريتانيا، قال السالك ولد يرب، إمام مسجد فى انواذيبوا لمغاربية إن الفتوى "مهمة جدا وسيكون لها أثر طيب إن شاء الله في نفوس المسلمين".

وأوضح أن مضمون الفتوى فسره علماء موريتانيون أفتوا "مرارا وتكرارا أن الإرهاب والعنف لا مكان لهما فى الدين الاسلامى الحنيف وأن الانتحاريين مصيرهم النار".

محمد الكورى ولد عبد الحي، أستاذ فقه موريتاني وصف بالفتوى بأنها "حجة قاطعة وملزمة لمن كان يؤمن بالله واليوم الأخر. أعتقد أن صداها سيكون كبيرا جدا وخاصة في عالمنا الإسلامى".

وأضاف الأستاذ "لاشك أن الشيخ القادرى وأمثاله... قد أدركوا مدى الإساءة والأضرار التى جلبها الإرهاب للدين الاسلامى وللمسلمين".

وفي تونس، قالت الأستاذة منية الفرجاني المتخصصة في دراسة الحركات الاسلامية "أخيرا ظهر شيخ من شيوخ الإسلام يدين العمليّات الانتحاريّة ويسمّيها باسمها "إرهاباً" ويصدر فتوى في اعتبارها كفرا".

وأضافت الفرجاني "كم كنّا في حاجة إلى مثل هذه الفتاوي التي تدين العنف في كلّ اشكاله وبكلّ أساليبه".

سعيد بوزيري أستاذ علم الأديان بجامعة تيزي وزو بالجزائر، قال لمغاربية "الإسلام يدعو دائما إلى الحوار وينبذ العنف". وأضاف "حتى إن تم إنقاذ روح واحدة بفضل هذه الفتوى، فأنا أعتبر ذلك انتصارا".

لكن بعض المحللين المغاربيين تساورهم الشكوك حول الفتوى، لكنها تصب أكثر حول مخاوف عن شكلها وفعاليتها وليس تعارضا مع مضمونها.

محمد ضريف، خبير مغربي في الحركات الإسلامية، قال لمغاربية إن العديد من المدارس الفكرية في العالم الإسلامي بما فيها التيارات العربية والآسيوية والأوروبية حادت عن جهود تأسيس مواقف موحدة.

ضريف قال لمغاربية "هذا النوع من الفتاوى، الصادرة في لندن، لا يمكن أن يكون لها أثر على العالم العربي باعتبار أن الأئمة يدينون دائما أعمال الإرهاب".

وأضاف الخبير "الطريقة الوحيدة لمعالجة هذه الآفة... هي من خلال السياسات والقوانين الأمنية. لحد الآن نجحت هذه السياسة في المغرب".

عبد الباري الزمزمي، إمام مغربي وعضو في البرلمان، قال إن الجماعات الإرهابية لا تعير الفتاوى الصادرة عن الأئمة اهتماما لأن هؤلاء المتطرفين لهم مراجعهم الخاصة.

وقال الزمزمي "في العالم الإسلامي، كل العلماء يدينون أعمال الإرهاب. دور الأئمة هو توعية العموم حول ذلك لكي لا يميلون إلى التطرف". وأضاف الإمام أنه من "الضروري" عدم المزج بين الاصوليين ومن يدافع عن أرضه خاصة في فلسطين.

بشرى بلحاج حميدة المحامية والناشطة النسوية قالت إنه رغم اتفاقها مع منطقها إلا أنها ترفضها "لأن الفتاوى هي أداة سياسية تستعملها الحكومات لخدمة مصالحها الحينية".

وتتابع حميدة أن المطلوب من "الحكومات هو تحرير وسائل الإعلام وفتحها للمفكرين والمفكرات الذين تزخر بهم المنطقة والقادرين على تطوير المجتمع إلى جانب الإعلام والفنون".

خبراء وعلماء مغاربيون آخرون كانت لهم آراء متباينة حول فتوى القادري واعتبروا أن لها مواطن قوة ومواطن ضعف.

لطفي عزوز من منظمة العفو الدولية فرع تونس قال إن الفتوى "قيمة ولكن من الصعب أن تجد من يسمعها وخاصة الشباب بسبب ميلهم إلى الراديكالية والابتعاد نسبيا عن العقلانية".

عزوز أضاف أن "المؤسسات الاسلامية هي مؤسسات سلطانية وسلطوية ونتيجة لتواطؤها وتبعيتها للسلطان فقدت مصداقيتها لدى الجمهور فحتى... فتاوي مماثلة لا تحظى بأي شعبية".

رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني قال إن الفتوى قد يكون لها وقع أكبر في البلدان الغربية في حين أنه في البلدان العربية فإن مجالس العلماء "كانت دائما مناهضة للإرهاب" من خلال التحليل الديني الدقيق.

وأضاف العثماني أن الحرب ضد الإرهاب "لا يجب أن تقتصر على الجانب الديني فقط بل أيضا على الجبهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

بعض الخبراء قالوا إن الرسالة المعادية للإرهاب التي تمليها الفتوى تردد أفكارا سابقة لفقهاء مغاربيين.

الدكتور محي الدين عميمور وزير الشؤون الدينية الجزائري السابق قال "هذا ما كنا نقوله بدون كلل طوالي عشرين سنة".

Source : http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2010/03/12/feature-01

Comments

Top