Manarat Web : لندن تترقب فتوى من 600 صفحة ضد الإرهاب

في محاولة لإقناع الشباب المسلم بأن ينأى عن (التطرف)، يصدر عالم مسلم بارز في لندن الثلاثاء 2-3-2010 فتوى دينية تقع في 600 صفحة تشجب (الإرهاب)، وتتهم (المفجرين الانتحاريين والإرهابيين) بـ(الزندقة).

وتشبه فتوى رجل الدين البارز محمد طاهر القادري الذي يحض على السلم وحوار الأديان منذ 30 عاما، فتاوى سابقة تدين "التطرف" صدرت عن عدد من الجماعات الإسلامية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة.

غير أن القادري يقول إن فتواه التي تعتبر الإرهابيين والمفجرين الانتحاريين "زنادقة تتجاوز في إدانتها ما ذهبت إليه أي من سابقاتها".

وأوضح القادري، الذي ألف نحو 350 كتابا عن تعاليم الإسلام ويقوم بتدريس الصوفية: "هذه هي أول وأشمل فتوى كتبت في موضوع الإرهاب".

وفي مقابلة هاتفية مع وكالة رويترز للأنباء، قال القادري: "اجتهدت ألا أترك حجرا إلا قلبته بشأن هذا الموضوع تحديدا، واجتهدت كي أجيب على كل تساؤل يتعلق بهذا الأمر".

وأضاف أنه شعر بأنه مضطر لإصدار تلك الفتوى بسبب مخاوف من تحول الطلاب المسلمين في الجامعات البريطانية إلى نزعة التطرف. وكان النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة يوم عيد الميلاد يدرس في جامعة بلندن حتى عام 2008، وأعلن اليمن، الذي بدأ فيه الشاب رحلته، أنه تبنى النزعة المتطرفة أثناء وجوده في بريطانيا.

ويتولى القادري المولود في باكستان والبالغ من العمر 59 عاما رئاسة جمعية منهج القرآن، وهي جمعية دينية تعليمية عالمية تعنى بنشر الفكر السني، وشغل سابقا منصب وزير في باكستان، وكان من المقربين لرئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو، ويلقي محاضرات في أنحاء مختلفة من العالم للترويج لرسالته من أجل الوئام، كما كان من أوائل رجال الدين المسلمين الذين أدانوا هجمات 11 سبتمبر.

مبادرة إيجابية

من جهته رحب المجلس الإسلامي البريطاني الذي يمثل قرابة 500 رابطة إسلامية بالفتوى، وقال المجلس في بيان "إنه لأمر محمود تماما أن يعلن علماء بقدر طاهر القادري رفضهم للإرهاب".

كذلك رأى تيم وينتر المحاضر في الدراسات الإسلامية بجامعة كمبردج أنه بينما كانت هناك فتاوى مشابهة في الماضي "بدا بالفعل أن القادري يذهب إلى أبعد مما جاء بالكثير منها".

وأضاف وينتر لـ"رويترز: "أمر غير عادي أن تصف المجرمين بالزنادقة؛ لأنه من غير الواضح حقا أن القواعد تسمح للمرء بأن يصم هؤلاء صراحة بأنهم غير مسلمين.. المتشددون بالفعل لن يعيروا اهتماما بالمرة.. بيد أن المتأرجحين حديثي التدين فقراء التعليم والغاضبين من المسلمين الذين يكنون احتراما لعموم العلماء ربما تستوقفهم الفتوى التي أراها مبادرة إيجابية بكل تأكيد".

ويعيش في بريطانيا نحو 1.8 مليون مسلم، أي ما يعادل حوالي 2.7% من إجمالي عدد سكان البالغ نحو 60.6 مليون نسمة، وتشكو الأقلية المسلمة في بريطانيا من تعرض بعض أفرادها لإجراءات تمييزية من جانب السلطات منذ أحداث 11 سبتمبر على الولايات المتحدة ثم تفجيرات لندن عام2005 .

Source : http://www.manaratweb.com/news.php?newsid=1170

Comments

Top